Related Posts with Thumbnails
البدايـــلة
البدايـــلة
كتب/ البدايله الخميس، 29 أكتوبر 2009


وصل عدد اللاجئين العراقيين المسجلين رسمياً لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة حتى شهر سبتمبر الماضي 9,126 لاجئاً، وهم بذلك يشكلون ثاني أكبر مجموعة من اللاجئين في البلاد بعد السودانيين.
وقد بدأ معظم العراقيين في القدوم إلى مصر في أواخر عام 2006 وأصبحوا في عام 2007 أكبر مجموعة لاجئين في البلاد، وفقاً لمفوضية شؤون اللاجئين. ولكنهم بدؤوا منذ 2008 في العودة إلى ديارهم في العراق. وخلال الفترة بين يناير وسبتمبر 2009، ساعدت المفوضية 619 لاجئاً عراقياً على العودة كما شهدت نفس الفترة مغادرة 774 لاجئاً آخر، معظمهم عاد إلى العراق.
وقد تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى نور الشمري (ليس اسمها الحقيقي)، وهي سيدة مطلقة وأم لطفلين من حي المنصور في بغداد، حول أسباب مغادرتها لديارها والآفاق المتاحة لها في هذا البلد المضيف. وقد أجابت نور عن هذه الأسئلة قائلة:
"غادرت بغداد جواً عام 2006 مع ابنتيَّ بعد أن تلقيت تهديدات عدة بالقتل من المقاتلين. كنت قبل ذلك أشغل منصب نائب رئيس منظمة لحقوق الإنسان بالعاصمة وكنا نقوم بالكثير من الأعمال لمساعدة الناس ولكن المقاتلين اعتبرونا خونة لتعاوننا مع الحكومة الجديدة. لم يكن للأمر علاقة بالطائفية لأن منظمتنا كانت مكونة من المسلمين الشيعة والسنة معاً.
بدأت التهديدات بمكالمة هاتفية من شخص أخبرني أنه قد تم اختياري للمشاركة في الانتخابات المحلية. وطلب مني الذهاب إلى موقع معين للحصول على المصادقة الرسمية على ترشيحي. ولكنني شعرت أن الموضوع كان مجرد كذبة لأنني لم أظهر قط رغبة في الترشح كما أن بعض أصدقائي كانوا قد تعرضوا للقتل بعد استجابتهم لمثل هذه المكالمات الهاتفية المخادعة.
لم أذهب يومها فبدأت التهديدات الهاتفية تصبح أكثر مباشرة وبدأ المتصلون يهددون بقتلي وقتل بنتيَّ إذا لم أتوقف عن العمل الذي كنت أقوم به. ولذلك جمعت كل مدخراتنا وغادرت إلى مصر.
كانت الحياة في القاهرة جيدة في البداية لأننا كنا نملك بعض المال عند وصولنا. تمكنت من تسجيل بنتيَّ جيهان وإيمان في مدرسة خاصة وفي الجامعة. ولكن بعد حوالي أربعة أعوام هنا، بدأت مدخراتي تنفذ وبدأت أعتمد كلياً على المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة كاريتاس [وهي منظمة غير حكومية كاثوليكية وشريكة تنفيذ للمفوضية في مصر].
أحصل على 4,500 جنيه سنوياً من المفوضية [حوالي 823 دولار] من أجل تعليم بنتيَّ، ولكن ذلك وحده يكلفني 5,500 جنيه [1,005 دولار]. كما أحصل على معونة شهرية من منظمة كاريتاس باعتباري محتاجة، أستعملها في دفع إيجار شقتي في مدينة نصر الذي يكلف 880 جنيهاً [161 دولار] شهرياً. لا تعلم بنتيَّ أنني أحصل على أي دعم، بل تعتقدان أنني أعمل لأن ذلك ما أقول لهما. أدعي يومياً أنني أذهب إلى العمل لأنني أشعر بالعار من اضطراري لطلب المساعدة من أشخاص خارج أسرتي.
لقد اضطرت ابنتي إلى التوقف عن الدراسة في الجامعة لأنني لم أعد قادرة على دفع تكاليفها. لقد شعرنا بالأسى، خصوصاً ونحن نرى كل أصدقائها وصديقاتها يتخرجون. ولن أتمكن من إبقاء ابنتي الأصغر في المدرسة لمدة أطول.
لقد حاولت الحصول على عمل ولكنني وجدت أن ذلك صعب للغاية. حصلت على عمل كسكرتيرة ولكنني اضطررت إلى التخلي عنه قبل مرور شهر واحد. شعرت بالذل لأنني كنت أعامَل بقلة احترام وكنت أطالَب بالقيام بأعمال وضيعة مثل تحضير الشاي أو القهوة لباقي الموظفين. أقوم أحياناً ببعض أعمال الخياطة لنساء عراقيات أعرفهن كما أقوم بخياطة ملابس بنتيَّ. وتتكفل المفوضية بدفع مصاريف تعلمي اللغة الإنجليزية في الوقت الذي أقوم فيه بالبحث عن عمل آخر.
لقد أصبحت الحياة في مصر صعبة للغاية على مدى العام الماضي. وبالرغم من كل المشاكل في العراق كنا نحيا حياة جيدة هناك قبل بدء التهديدات بالقتل. أما هنا، فليس لدينا أية آمال. لقد كدت أقدم على الانتحار في مرات عدة. لدي اتصالات مستمرة مع الأهل والأصدقاء في العراق وهم يقولون لي أن الأوضاع لم تصبح أمنة للعودة إلى الديار بعد. أجريت مقابلة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بهدف إعادة الاستقرار في الولايات المتحدة...وهذا أملي الوحيد الآن".
نقلا عن شبكة الانباء الانسانية (ايرين ).

0 التعليقات

choose your language

ضع ايميلك للحصول على كل جديد المدونة

ضع ايميلك هنا ليصلك كل جديد المدونة:

Delivered by FeedBurner

حكمة اليوم

الاعلى قراءة

حمل أهم البرامج لجهازك