Related Posts with Thumbnails
البدايـــلة
البدايـــلة
كتب/ البدايله الأحد، 4 أكتوبر 2009


يراهن علي الناس ويتهم النخبة بالمساومة:
الشاعر سيد حجاب : المثقفون خونة ونحتاج في مصر الي ثورة عقلية.
واقعنا الثقافي يسودة الإستبداد ....قصيدة النثر تعبر عن حاله من الإغتراب العام


حوار : هبة إسماعيل

لله يا محسنين\عبد فقير محتاج\على رصيف الشعر\متمزعة هدومه\وعنيا مبلوطة\باشحت صور وخيال\فوق الكتاف الصررمنشالة محطوطة\احاسيسى مربوطة\على جناح الطير\لله يا محسنين\شحات بادق الباب
هكذا يقدم سيد حجاب شعره ويصف نفسة بشاعر الفقراء ، صاحب "صياد وجنية" الذي استطاع من خلال أشعارة وأغانية أن يقدم تأريخا وجدانيا للواقع المصري
عزف بشعرة علي وتر الوعي الشعبي وجعل من ثقافة العامة ملحمة بكل المقاييس وكان هذا الحوار معه.
§ ألا تري أن إهتمامك بالشعر الشفاهي أكثر من المدون يؤثر علي بقائه ؟
أي ابداع لاتتم دورته إلا بالتواصل وفي الشعر بالذات تزداد أهميته فبدأ الشعر مشافهتا أما التدوين بالكتابة حفظ لنا معاني قديمة لكنه لم يحفظ لنا كيف كانت تقال او تسوق فالنطق مجهول لناوهذا يعني أن وسائل التدوين القديمة غير أمينه بالقدر الكافي ، والصوتيات مهمة جدا خصوصا في الشعر لأنها تحمل ظلال المعاني وتحمل معها الخبرة الإنسانية المتعلقة بالكلمات فمثلما قال استاذنا ابراهيم انيس ان كلمة البئر بالنسبة للبدو تختلف عندما جائت إلي مصر فأصبحت بير فهذه ظلال معاني مختلفة لأن الخبرة مختلفة وهذا ما تعكسة صوتيات اللغة
فأظن اتخاذي هذا الموقف من عدم النشر واعتمادي علي المشافهه نقل شعري نقلة نوعية هامة جعلني اجرب في الصيغ في اطار القصيدة وأفاد شعري كثيرا والعودة الي فكرة المشافهه أخرجتني من دائرة الإنكفاء علي الذات للإنفتاح علي الأخر والآن دخلت الإنسانية بكاملها الي عصر التدوين السمعي والبصري وبالتالي هذا الخوف من ألا يبقي شيء للتاريخ مما يقال مشافهتا اصبح قول غير صحيح.


§ وماذا دفعك لنشر ديوانك الأخير " قبل الطوفان الجاي" ؟
الطوفان الجاي قصيدة شمولية الرؤية تحاول أن تري عالمنا بأكمله وهو علي مفترق طرق في إتجاه انسانية جديدة ومعايير مختلفة وتصور جديد للإنسان عن نفسة فإذا قرئنا عن التاريخ الإنساني سنجد انه مر بأنظمة كثيرة ومختلفة فنعيش الآن قمة أزمات الرأسمالية وعلي مشارف مرحلة جديدة ينبغي علي الرأسمالية ان تراعي المعايير الإجتماعية في توجيه رأس المال بما ينحو بها الي الاشتراكية كما يتنبأ الماركسييون ، ويمكن ان نقول اننا علي مشارف الثورة الثالثة الصناعة المعلوماتية كما يطلق عليها المستقبليون ، فقصيدة قبل الطوفان الجاي تحاول أن ترصد هذه المسارات والصراعات الإنسانية قائلة اننا علي مشارف مرحلة جديدة من التاريخ الإنساني فتتغير فيه النظرة إلي القواعد التي تحكم علاقتها ببعضها وبالمستقبل الإجتماعي للإنسانية ، وأعتقد ان القصيدة جائت في وقتها لتشير لنا علي الطريق القادم .


§ الصراع القائم الآن بين قصيدة النثر والتفعيلة فما موقف شعر العامية من الساحة الشعرية ؟
أظن شعر العامية هو الأكثر شيوعا وسيادة علي الساحة الأدبية الحقيقية في الأقاليم والقاهرة ربما يكون أقل حظا في منابر النشر لكن الإنجاز الشعري الحقيقي في الأربعين عام الماضية تتصدرة إنجازات شعراء العامية الذين أسسوا للشعر الحديث أمثال صلاح جاهين وفؤاد حداد وأجيال قاعود والأبنودي ونجم وموجة مجدي الجبري وماجد يوسف وهي أيضا مستمرة في الإسكندرية والقاهرة وكل المحافل الأدبية فكل السيادة والسطوة لشعر العامية ، أما قصيدة النثر لا أحد يملك أن يصادر علي هذه التجارب لكنها حتي الآن لم تكتسب مشروعيتها الحقيقية لأنها لم تعقد صلة مع متلقي من أي نوع انما تحولت إلي قصيدة نخبة تخاطب نخبة ولا تحاول أن تدخل في المزاج العام لشعوبها وقصيدة النثر لم تقدم حتي الآن نموذج بديل وربما من قدم أفضل قصائد في النثر هم من تربوا علي قصيدة التفعيلة هؤلاء من تستحق أن ننظر لمغامراتهم الشعرية لكن حتي هؤلاء لم تكتسب قصيدتهم مشروعيتها في المزاج الشعبي فقط النقاد هم الذين يهللون لها وأعتقد أن قصيدة النثر بشكلها الحالي هي نوع من الإغتراب والإنحراف بسبب سيطرة المنتَج علي المنتِج فتتحول السلعة من وسيلة لغاية في ذاتها فينحرف الإنسان عن جوهره ، فأعتقد أن قصيدة النثر في معظمها تقع تحت دائرة الشعر المغترب لأن الكثيرين ممن يكتبون النثر خرجوا من مقولات نقدية لم ينطلقوا من ابداع بريء .

§ ولماذا يواجه شعر العامية رغم ذلك مشاكل في النشر ؟
هذا يرجع إلي منطق الإستبداد الذي يسود واقعنا فلا الثقافة الرسمية تعبر عن الواقع الثقافي ولا السياسة الرسمية تعبر عن الروح الشعبية ولا مصالح الشعب المصري فهذا أحد مظاهر الإستبداد السياسي والإجتماعي الذي يحكم بلادنا .

§ في لقاء أخيراتهمت المثقفين بخيانة دورهم بإنضمامهم لصفوف الدولة ؟
الدور التاريخي للنخبة الثقافية هو نقل النور للناس لكي يصنعوا حياتهم لكن
يحدث أحيانا ان يكون المثقف طرف غير اساسي بين القوي المتصارعة في المجتمع فيمكن ان يكسب اذا انتصر أي من الطرفين ، وفي مصر اهتم التنويريين الأوائل بما يمكن ان يشيع النور في المجتمع وهذا واضح من جيل رفاعة الطهطاوي حتي طه حسين ومصطفي عبد الرازق وغيرهم وهذا الجيل الذي حاول ان يلحق مصر بالعصر من خلال اشاعة النظرة العقلية في امور عقلنا التي يحكمها الخرافة وهذا حتي مطلع الناصرية ولكن منذ تصور المثقفون انهم نخبة وان دورهم الإجتماعي غير مهم دخلوا في مساومة مع الأنظمة القائمة وأظن أن مع دولة لا تري في الثقافة خدمة لكن تراها سلعة فتصبح علاقة الدولة مع المثقفين ضد النور فتقرب الدولة المثقف او تبعده عنها لحساب مصلحتها وللأسف الشديد استسلم كثير من المثقفين وتخلوا عن دورهم في نقل الوعي إلي الطبقات الشعبية وأهملوا الجدل مع الوعي الشعبي ، فتقاعصوا عن اداء دورهم وأنجذب الكثير منهم الي المناصب .

§ وكيف نصعد بدور المثقف لخدمة الطبقات الشعبية ؟
بلادنا في حاجة ماسة إلي نهضة جديدة لأننا وصلنا في مجتمعنا إلي قاع التردي اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ولم يعد بعد الإنحطات الذي وصلنا اليه درج أسفل.
فعلينا ان ننهض بأنفسنا الي أفاق المستقبل وهذا لن يحدث إلا بثورة ثقافية تجتاح مناطق الجهل والظلام في واقعنا المصري وينبغي في أساس هذه النهضة الثقافية سياسة تعليمية جديدة تعتمد العقل وترفض الخرافة وتحارب الجهل ولكي يحدث التغيير يجب ان يكون أساسها ثورة ثقافية تغير العقل والمزاج العام لأمور حياتنا .



0 التعليقات

choose your language

ضع ايميلك للحصول على كل جديد المدونة

ضع ايميلك هنا ليصلك كل جديد المدونة:

Delivered by FeedBurner

حكمة اليوم

الاعلى قراءة

حمل أهم البرامج لجهازك