جلال عامر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحياة مع السوائل أفضل من الحياة السياسية، ومع فتح باب «الاستيراد» وقفل باب «الاجتهاد» أول مرة أشوف «ليمون بدون بذر» و«ليمون بدون قشر»، وطول النهار قاعد باكتب الأستاذ فلان أحضر زجاجتى مانجة، منهم واحدة بايظة، والحاجة فلانة أربع زجاجات يتردوا لها نهار حجها بعد التطعيم، وتحولت بسبب الحمى من كاتب إلى مهندس على ماكينة عصير.. وما تأتى به الرياح تأخذه العواصف «easy come easy go» وإذا كان «الصك» لم يصل فى موعده فإن «المصل» على وشك الوصول.. متعك الله بالصحة والعافية، فالصحة تاج أعظم من «التاج البريطانى» مع المال، وأقل من «تاج الجزيرة» مع الفقر..وقد طلب الفنان «فريد شوقى» من السيد المحافظ تخصيص «مقبرة» له فأشر المحافظ بالموافقة ثم أضاف بالقلم الأحمر «يتم التنفيذ على وجه السرعة»، فسأله فريد شوقى: «ليه يا أفندم على وجه السرعة، حضرتك عندك معلومات عن وفاتى؟!»، وفعلاً أعلنت الحكومة عن وفاة الفنان الكبير وهو على قيد الحياة، فالمسؤول فى بلادنا لا يُخطئ ولا يُحاسب، ففى الوظائف العليا يوجد فقط عقوبة «اللوم»، وهى أن يستدعى الرئيس مرؤوسه إلى مكتبه ويغنى له أغنية «باعتب عليك» فالشعوب تفنى بـ«التقسيط» والحكومات تبقى بـ«التربيط»، فأى مهزلة تلك التى أصبحنا فيها بسبب الديمقراطية على الطريقة المصرية..تراجعت موضة «الردح» و«الضرب» و«عمل المحاضر» و«التقارير الطبية» بين الجيران فمن يريد الآن أن يبهدل جاره ويفصله من عمله ويشرد أولاده ما عليه إلا أن يرشحه للرئاسة ويترك الباقى للأجهزة الأمنية ولوسائل الإعلام، لهذا يسارع كثيرون إلى نفى هذه التهمة وإثبات أنهم كانوا موجودين بعيداً عن موقع الجريمة.وقد أخبرنى «الطبيلى» وهو من أهالى «كفر الزيات»، لكننى أعتبره جارى فى «الإسكندرية» - لأن صوت تليفزيونه يصل إلىّ - أخبرنى بأنه يتنازع على قطعة أرض مع المدعو «فتوح»، وعلى طريقة «المحضر والمحضر المضاد» رشح كل منهما الآخر للرئاسة أمام الضابط فى «المركز» فنفى «الطبيلى» ذلك وطلب من الضابط أن يشم «بقه» لكن الضابط أصر على تحويلهما إلى المعمل الجنائى لإخلاء مسؤوليته.. من يومها انقطع صوت تليفزيون «الطبيلى» ولا يصل إلىّ من هناك إلا صراخ أولاده
0 التعليقات