ويغطي التقرير زلزال غواتيمالا الذي أدى إلى مقتل 23 ألف شخص وزلزال يوغياكارتا الذي خلف 5,549 قتيلاً. وذكرت شبكة التعلم والمساءلة في التقرير أن الزلازل يمثل تحدياً فريداً نظراً لمعدلات الوفاة العالية والدمار الشديد الذي يصيب البنية التحتية والطرق وما ينجم عنه من أنقاض تؤخر جهود التعافي من الكارثة ومخاطر الهزات الارتدادية. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال بن رامالينجام، مدير البحوث والتنمية في شبكة التعلم والمساءلة أن "القرارات التي نتخذها الآن في هايتي يمكن أن تؤثر على الطريقة التي يتم من خلالها تنفيذ العمليات لبعض الوقت". ولدى رامالينجام آمال كبيرة. فبمقارنة هايتي الآن بالحالة التي أعقبت كارثة تسونامي عام 2004 يرى رامالينجام أنه يوجد "الآن المزيد من التركيز على ما يمكن القيام به بصورة أفضل وهناك الكثير من النقاش حول التنسيق والجودة، وهذه حالة يمكن أن تكون فريدة من نوعها". وقالت شبكة التعلم والمساءلة أن أهم درس يجب أن تطبقه المنظمات الإنسانية هو التعامل في وقت واحد مع كل من الإغاثة في حالات الطوارئ وجهود التعافي طويلة الأمد، مضيفة أن "التعافي هو التحدي الأكبر. فخطط المنظمات لا يجب أن تبالغ في تقدير الحاجة إلى الإغاثة بل يجب أن تنتقل بسرعة إلى أنشطة التعافي". ومن المرجح أن يستغرق التعافي المادي (العمران والبنى التحتية) ما بين ثلاث إلى خمس سنوات في هايتي. التعافي وقال رامالينجام أن "التعافي في هايتي هو أيضاً اجتماعي وسياسي واقتصادي وليس فقط مادياً. كما أن هناك حدود لما يمكن أن تقدمه المساعدات الإنسانية في هذا الشأن. فالمجتمع الدولي بأسره يحتاج إلى أن يرتقي إلى مستوى هذا التحدي". وأشار رامالينجام إلى أن الأولويات العاجلة الأخرى لهايتي تشمل تحديد الجهة- لتكن المؤسسات الحكومية القائمة أو الأمم المتحدة أو الإدارة الأمريكية- التي ستقود جهود الاستجابة. وعندما تقوم المنظمات الإنسانية بتخطيط استجابتها يجب ألا تنسى درساً بسيطاً وهو أن "أغلب الأعمال التي تنقذ الحياة في أي كارثة يقوم بها السكان أنفسهم....فأهم مورد لدى الهايتيين هو رأس مالهم الاجتماعي. ويجب على المنظمات أن تقدم معلومات جيدة للمجتمعات حتى يتمكنوا من تخطيط جهود تعافيهم من البداية". وبعض الدروس الإضافية من تقرير شبكة التعلم والمساءلة هي: · تقديم المال والشراء من السوق المحلية أينما كان ذلك ممكناً. ويحذر رامالينجام من أن هذا الدرس يجب تطبيقه بحذر في هايتي نظراً للمخاوف الأمنية. · عدم المبالغة في تقدير أخطار الأمراض لأن هذا سيؤدي إلى سوء تخصيص الموارد. فثلاثة فقط من بين ستمائة كارثة جيوفيزيائية أدت إلى انتشار الأمراض والأوبئة طبقاً لبحث نُشر في مجلة الأمراض المعدية الناشئة. فالخطر الحقيقي الذي تشكله جثث الموتى بعد الكوارث الطبيعية هو المرض النفسي الذي يسببه الحزن والصدمة. · من الخطأ التركيز على مأوى الطوارئ وإهمال المأوى الدائم. والحل المعقول هو "المأوى الانتقالي" الذي يمكن تحويله إلى مساكن دائمة. · عمليات التعافي من الكوارث ليست محايدة. فالعمليات سوف تعزز أو تحد من عدم المساواة القائمة ويجب أن تكون مصممة للحد من عدم المساواة. · الإصغاء إلى متلقي المساعدات والتأكد من أن تلك المساعدات ملائمة. · سبل كسب الرزق هي مفتاح التعافي من الكارثة ويجب الإصغاء إلى السكان المتضررين بشأن أولوياتهم لإنعاش سبل كسب الرزق. · يجب الاستعداد لنزاعات على ملكية الأراضي. · يجب محاولة إعادة البناء بصورة أفضل، عن طريق تحسين قوانين البناء على سبيل المثال. ولكن يجب أن نكون واقعيين، فالاستجابة للكوارث ليست عصاً سحرية.
في الوقت الذي تقوم فيه المنظمات الإنسانية بإطلاق جهود الإغاثة الخاصة بزلزال هايتي، قام معهد التنمية ما وراء البحار، وهو مؤسسة بحثية مقرها المملكة المتحدة، بعرض تقرير قامت بإعداده شبكة التعلم والمساءلة. ويوضح التقرير 28 درساً من الدروس المستفادة خلال 30 عاماً من الاستجابة للزلازل.
الصورة: الصليب الأحمر الأمريكي/ماثيو مارك في أعقاب زلزال هايتي
أغلب الأعمال التي تنقذ الحياة في أي كارثة يقوم بها السكان أنفسهم
كتب/
البدايله
الجمعة، 29 يناير 2010
0 التعليقات