بعيدا عن الشتائم والشتامين والذين في قلوبهم مرض كلما دار حديث حول ثورة يوليو وهي جزء من تاريخ مصر شاء من شاء وأبي من أبي وبالتالي فالمفروض علي كل كاتب أن يحترم تاريخ بلده بما له وما عليه وأن يتحلي بالشجاعة بالكتابة عن الحاضر والمستقبل دون الهروب بالحديث عن الماضي
ولقد استطاع الدكتور يحيي الجمل أن يميز بين مراحل ثلاث بما لها وما عليها وأنا أتفق معه تماما في كل ماجاء بالمقال خاصة أنه كان تعليقا علي كتاب فقدوا العقل والضمير والمنطق وادعوا الشجاعة فجمعوا بين المراحل الثلاث بمقولة الخمسين سنة الماضية دون تمييز بينهم هروبا من الحديث المباشر عن الفترة الحالية والتي تحدث عنها الدكتور الجمل بشجاعة ودقة جراح ماهر ولكن هناك اضافات أحب اضافتها لم يذكرها
الدكتور الجمل وهي
أولها : أن فترةعبد الناصر كانت فترة ثورة تسعي
الي تحويل مصر من الملكية التي قامت عل أرضها آلاف السنين الي الجمهورية وما قد يحدث من تجاوزات في فترة قيام الثورة وأي ثورة في التاريخ وفي أي مكان في العالم من أجل التغيير المنشود- بالاضافة الي وجود احتلال انجليزي ثم عدوان ثلاثي بعد رفض تمويل مشروع السد العالي بهدف اجهاض الثورة - هذا بخلاف سياسة حافة الهاوية التي كانت تحكم العالم في هذه الفترة الزمنية-ولكن لابد أن أذكر أن نهاية هذه الفترة قد شهدت تحولات ناصرية نحو الديمقراطية ولكن عبد الناصرتوفي الي رحمة الله وعمره فقط 52 سنة قبل أن يستكمل هذه الخطوة
وثانيها :أن فترة الرئيس السادات كانت مشغولة في أولها بالحرب لتحرير الأرض وهي أولوية لايختلف عليها أي مصري ولكنه لم يستفيد من هذا النصر حيث تفرغ للبحث عن الشهرة حيث انحرف بالبلادالي التبعية الكاملة لأمريكا وزيارة الكيان الصهيوني ثم الانفتاح الاستهلاكي ثم ختم مرحلته بضرب كل القوي الوطنية بكافة توجهاتها السياسية والدينية بدون تمييز ومات مقتولا
أما ثالثها :فقد حكم الرئيس مبارك مصر خلالها 29 سنة حتي الآن وفي ظروف رائعة..لايوجد احتلال علي الأرض- لايوجد نظام ملكي جاثم علي البلاد- مما كان يمكن استثماره بشكل رائع لمصلحة الشعب المصري ولكن ماحدث كان علي غير المتوقع حيث سعت الحكومات المتتالية خلالها الي بيع مصر كل مصر لمن يدفع مصريا كان أم أجنبي حتي أصبح المواطن المصري غريبا في بلده ولاملاذ له سوي الهروب الغير مشروع عن طريق البحر والموت غرقا بدلا من الموت مرضا أوجوعا أو تعذيبا تاركا بلده ووطنه لمجموعة من رجال الأعمال الذين أصبحوا الملاك الحقيقيين لها
ولي اضافة علي المقال بشكل عام وهي أن تقسيم
الدكتور الجمل مسيرة 23 يوليو الي ثلاث مراحل تقسيم غير صحيح.. فاذا كانت ثورة يوليو قد بدأت في المرحلةالناصرية ثم استكملها السادات حتي بداية الانفتاح والتوجه الي أمريكا فانتهت الثورة في ذلك الوقت - ثم جاءت المرحلة الثالثة وهي مرحلة لاعلاقة لها بأي شكل من الأشكال بثورة يوليو ولاتحسب عليها فلم يكن الرئيس محمد حسني مبارك من الضباط الأحرار ولاعلاقة له بثورة يوليو بل تم ضرب كل مكاسب ثورة يوليو.. وبعد أن كنا قلب العروبة النابض أصبحنا ذيل العروبة
للاطلاع على مقال يحيى الجمل المنشور بجريدة المصرى اليوم
0 التعليقات