بقلم // نصر القوصى
عندما تراه تشاهد فى عينيه مكرا غريبا يعيش حياته فى ترحال دائم وحينما يشتاق الى الأستقرار ويسكن إحدى الديار تجدها فى حالة من الفوضى مثل العشش يتخذ من حماره وسيله للتنقل بين القرى عندما طرقنا باب منزله تهرب منا مثلما تفعل الأفاعى وأنكر أهل بيته وجوده فشعرنا أننا نبحث عن ثعبان فى مخبئه يصعب الوصول إليه
و بعد محاولات سمح لنا بالدخول وعندما بدأ كلامه كان مراوغا لكنه وعد بأن يتحدث بصراحة فهو لا يستطيع الكذب لأنه يحمل عهد الرفاعى فى أصطياد " الدبيب" والثعابين والعقارب
أنه عبيد أبو عصران أشهر حاوى فى الصعيد الجوانى والذى سنتعرف عليه أكثر وعلى كواليس مهنته الغريبة من خلال هذا الحوار
فى البداية يؤكد أبو عصران أن العهد الرفاعى الذى حصل عليه خاص بأصطياد " الدبيب " وهى الثعابين والعقارب وأنه يستطيع أن يحوى الأشخاص من لدغة العقرب أو عضة الثعبان لأن هذا الأمر له عهد وقسم آخر وأنه يستطيع أن يجمع بين العهدين ويشير الى أنه حصل على عهد الرفاعى قبل أن يتجاوز العشرين عاما من عمره وأنه يعمل حاويا منذ 17 عاما وعن سر هذا العهد الذى يعطيه القوة والقدرة على دخول مخبئا الثعبان ليصطاده يقول لن أستطيع البوح بهذا العهد لأن أفشاء هذا السر يبطل مفعول العهد ويوضح أبو عصران أن هذا القسم لا يستطيع أى أنسان حمله مؤكدا أن هناك 366 نوعا من الثعابين منها ما هو طيب لا يؤذى ومنها المقاتل الشرس ومنها السام لكن كل هذه الأنواع فى النهاية تخضع بالأمر للقسم والعهد الرفاعى لكن هناك نوعا من الثعابين لا يخضع للعهد الرفاعى لذلك لا يمكن التعامل معه ومن رحمة ربنا بعباده أن هذا النوع من الثعابين يتم القضاء عليه من خلال أنواع من الطيور الجارحة ويذكر أبو عصران أنواع " الدبيب " التى يتعامل معها مثل الأفعى الكوبرا التى يبلغ طولها حوالى مترا ونصف المتر والأفعى البخاخه والتى ترفع راسها عن الأرض بمسافة 60 سنتيمترا والثعبان السيار الذى يتميز بلونه الأصفر والثعبان الد سار الذى يعرف لدى العامة " بالدفينة " لأنه يدفن نفسه فى الأرض الناعمة والثعبان الصبور ذو المشية البطيئة وبالنسبه للعقارب فأنواعها كثيرة منها العقرب النارى ويسمى بهذا الأسم لأنه أذا لسع إنسانا فإن لسعته تجعله يتصبب عرقا كأنه يقف أمام فرن أما العقرب الصبخيه فهى خطيرة لأن لسعتها تقتل الأنسان فى الحال
وعن الفارق بينه وبين مروض الثعابين فى السيرك أوضح أنه لم ير فى حياته ما يسمى بالسيرك ولا يعرف شيئا عنه وقال إذا كان بتوع السيرك يأمرون الثعابين من غير الحصول على عهد أو قسم الرفاعى فلابد أن تكون هذه الثعابين من النوع الطيب ونحن نختلف عن هؤلاء الأشخاص بأننا نستطيع تحديد مكان " الحنش " داخل المنزل بعد قراءة القسم داخل المنزل عندها يقوم الثعبان بإصدار نوع من الرائحة المميزة تعرف لدينا باسم " الكرفة " فنقوم بتتبعها حتى نجد الثعبان ونمسكه و فى أحيان كثيرة يقوم الثعبان أثناء أخراجه من مخبئه بعض الحاوى لكن عضته تكون غير مؤذية بفضل الله ثم القسم وأنه ورث هذه المهنة عن أبيه وجده مشيرا الى أن قدره أن يأخذ العهد ويعمل حاويا لأنه لا يحب هذه المهنة ولا يتمنى أن يرث أبنه الوحيد هذه المهنة الخطرة فهو يخاف عليه من غدر الثعابين السامة
ويشير أبو عصران أن والده توفى فى حادث أليم وغريب حيث كان داخل عشه من سعف النخيل فى قرية أسمنت وكانت هذه العشة قريبة من الطريق السريع فأنحرفت سيارة عن الطريق بسرعه شديدة ودهمت العشة بمن فيها
ويشكو أبو عصران من ضيق الرزق رغم أنه يحصل على 20جنيها مقابل أصطياد الثعبان الواحد وفى بعض الأحيان يكون المقابل أكثر أما أذا طلب فى إغاثة فأنه لا يتنازل عن 200 جنيه
ويؤكد أيضا أنه لا يحب الثعابين لدرجة أنه فى بعض الأحيان يتركه فى "الخن " حتى تموت لأن العهد يحرم عليه قتلها بيده ويقول أبو عصران أنه يقوم بممارسة عادة متوارثة بين نساء الصعيد تعرف باسم " الطق " وهى خاصة بالسيدات اللاتى يتأخرن فى الأنجاب حيث يقوم بتخطيتها على الثعبان سبع مرات ثم يأمر الثعبان بأن يرفع رأسه الى أعلى ففى هذه الحالة تصاب السيدة بالرعب الشديد ويغمى عليها موضحا أن هذه الطقوس تفيد فى علاج الكثير من السيدات بإذن الله وأن الثعبان يستخدم مرة واحدة فقط فلا يجوز أن تخطى عليه سيدة أخرى
0 التعليقات