أقوم بتقديم أوراقى فى كل الوظائف الحكومية التى يتم الإعلان عنها , علشان عايز أشتعل فى وظيفة ميرى , لأن السياحة مليهاش آمان فأى شيء يحدث فى مصر , ولو بسيط يؤثر على السياحة .
هذه أول جملة قالها لنا حسن محمد عبد الرحمن الشهير
(بحسن النحات ) ذو ال24 سنه , والحاصل على دبلوم زراعة خريج عام 2001 و2002 , و يمارس مهنة النحت فى أحد مصانع الألاباستر بمنطقة البر الغربى .
قائلا كنت بشتغل فى النحت وأنا فى المدرسة علشان أجيب مصاريفى فهذه مهنتى التى توارثتها أبا عن جد .
يتركز عملى داخل مصنع توشكى فى عمل الفازات , وحينما أنتهى من الفازة أقوم بتسليمها للمصنع الذى يقوم بدوره ببيعها الى السائحين , كما يقوم المرشدين بالشرح للسائحين على أثناء عملى ليتأكد السائح بأن هذه الفازة عمل يدوى مش شغل مخارط .
أحصل على مرتب شهرى نظير هذا العمل من صاحب المصنع . تبدأ صناعة الفازة اليدوى من خلال استخدام حجر الهمر الداكن والفاتح المخضر الحجر الرملي الحجر الجيري الذى يأتى من الجبل وهو عبارة عن كتلة كبيرة , نقوم بتوجيهيها لتخرج منتج يعجب به السائح فيقوم بشرائه , فحرفتنا تستمد جذورها من ألاف السنين وهى تعتمد على إحساسنا فقط , وقد أرتبط هذا الإحساس بالمكان الذي يتم النحت به , فمعظم ورش النحت وسط الآثار التاريخية من معبد حتشبسوت , والمقابر الأثرية المشهورة وسط جبال القرنة , ونحن نستلهم هذا الفن من هذه المناطق فأوعية الكانوبى التي يحفظ بها أحشاء الميت , والتمائم نستلهمها من المقابر الأثرية , و جداريات المعابد نستخدم نفس الأدوات وطرق النحت القديمة
العدو الأول لنا هي الصين لأنها تدمر صناعتنا , ومهنة أجدادنا وتراثهم حيث تغرق الأسواق , بالمشغولات الجاهزة التي تعتمد على المخارط والأسطمبات الجاهزة .
ونحن أحفاد الفراعنة نعتز بمصريتنا بالإضافة لما تمثله لنا هذه المهنة من مصدر رزق لمعظم أهلنا , بمنطقة القرنة فالجميع يعمل فى هذه المهنة , حتى السيدات بالمنازل فيقوموا بتهيئة الأحجار من خلال سقيه , وربطة بمواد لاصقة وشاش تمهيدا لنحته وخرطه .
ونحن نخشى على انقراض هذه الحرفة الفنية الموجودة من آلاف السنوات , والتى تمثل تراثا يجب الحفاظ عليه
0 التعليقات