Related Posts with Thumbnails
البدايـــلة
البدايـــلة
كتب/ البدايله الجمعة، 1 يناير 2010

تامررامى  تمى الامديد المهدى

بعد الحكم ببراءة الصبي رامي إبراهيم محمود 17 عام من تهمة قتل واغتصاب الطفل احمد فكرى 3 سنوات لم يخرج مع أسرته بل ظل في غياهب الداخلية دون أن تعلم أسرته أين هو رغم استعدادات بلدته تمي الامديد لاستقباله باللافتات والزينات والزغاريد مثلما حدث بعد النطق بالحكم ولكن في اليوم التالي علم الأب الذي صبر لقرابة العامين على الظلم أن نجله جاء من سجن المنصورة العمومي إلى مركز شرطة تمي الامديد فذهب حاملا ورقة الشرف ورقة البراءة كي ينهى إجراءات خروجه من الظلمات فقابلة رئيس مباحث تمي الامديد قائلا "ازاى يخرج من 15 سنة سجن وبعدين اية اللي انتو عاملين شدة هو نائب مجلس شعب ولا اية" في إشارة إلى الزينات وصيحات الفرح التي عمت تمي الامديد فرد علية الأب قائلا"يا باشا الناس فرحانة بابني بعد البراءة "فقال الضابط لو مشيلتش الكلام الفارغ ده إنا هعتقل ابنك وموش هتشوفة تانى فاجبر الرجل على إزالة كل مظاهر الفرح منتظرا أن يخرج نجله ولكن الضابط له رأى آخر حيث قال له أن الورقة التي بحوذتك لا تصلح إنا أريد ورقة براءة من النيابة ولان اليوم التالي هو يوم الأجازة"الجمعة" فصبر الأب حتى يحين يوم السبت ويحضر "لبن العصفور" كي يخرج نجله بسلام وحتى لا يتم اعتقاله

لن ينتهي الظلم هكذا أراد زبانية الداخلية أن يصوروا الأمر للرأي العام واستخدموا قوتهم وأذنابهم في خنق فرحة الفقراء ووأد اى مظهر من مظاهر السعادة فلم تمض سوى ساعات قليلة على إنصاف القضاء لأسرة عانت كل صنوف العذاب على مدار عام و7 أشهر بالتمام هي عمر تلفيق قضية قتل طفل لأكبر أبناء تلك الأسرة الذي لم يتجاوز السابعة عشر عام ,سيق من لجنة الامتحانات مكبلا بالأغلال كي يعترف انه القاتل رفض وتحمل كل أنواع العذاب ,خلعت أظافره ولم يعترف بجريمة لم يرتكبها ولا يعلم عنها شئ وعندما أدركوا أن الصبي المعذب لن يعترف لأنه رجل من وجهة نظرهم أرادوا تحطيمه تماما وإخراج مظاهر الرجولة التي ولدت معه والتي أسبغها علية والدة وأسرته منذ الصغر دون أن يدروا اللهم إلا أنهم عاشوا هكذا لا يملكون سوى الشرف والعرض والكرامة فأصبح طفلهم رجلا في مهده ففطن زبانية الداخلية إلى الأمر فأحضروا والدته امامة في نقطة الشرطة حينما اخبروها إذا كنت تريدين رؤية طفلك فلتذهبي معنا وكانت المفاجأة للصبي الذي رأى أمة ولم تراه وبمنتهى القسوة وانعدام الإنسانية اخبروه بأنهم سوف يغتصبون أمه أمامه إذا لم يعترف فخرج منه الرجل وقال سوف اعترف بما تريدون ولكن اتركوا أمي واعترف الصبي بكل ما املوة علية ولم يحتمل أثناء تمثيل الجريمة التي لقنوه إياها قبل حضور ممثلي النيابة وانهار الصبي وأغشى علية عدة مرات وفى الناحية الأخرى خرجت جمع من اصدقائة وجيرانه وزملائه بل وأساتذته في المدرسة يذرفون الدموع على مشهد الظلم الذي وضع فيه صديقهم لأنه كان معهم وقت الجريمة يؤدى امتحانات نهاية العام وتسابقوا للشهادة أمام زبانية التعذيب في مركز تمي الامديد ورفضها زعيم الزبانية بل وهددهم بإدخال كل من يعلو صوته مع صديقة في القضية ونجح تهديده وابتعد الجميع واقسموا على التسابق في ساحات القضاء للشهادة ......

من النادر جدا أن ترى أمام ساحات القضاء تظاهرات لأحد المتهمين في القضايا وخصوصا الجنائية منها ولكن رامي إبراهيم محمود الذي أضيف إلية صفة متهم لم يكن ذلك الوحش الذي اغتصب وقتل طفلا لم يتجاوز الثلاثة سنوات لأنهم يحملون كل الأدلة والبراهين فحملوا اللافتات أمام المحكمة واصطفوا بالعشرات يقودهم رجالات تمي الامديد وأساتذة رامي والجميع يثق في انه سوف يعود وبجواره رامي وهتف الجميع لخروج رامي ودخول المتهمين الحقيقيين ...

سارت القضية في مجراها الطبيعي منذ مايو من عام 2008 وتوالت المفاجآت وكلها تصرخ أن رامي برئ رامي برئ فهاهو صديقة الذي شهد ضده للأسف وقال أن رامي أعطى له سكينا علية لاصق "بلاستر" باللون الأخضر بعد الجريمة مباشرة واختفى صديق رامي ولم يظهر بعد ذلك الحين إلى أن جاءت إحدى الجلسات وحضر هذا الصبي وقال الحقيقة المرة والتي تؤكد إن الضابط الذي لفق القضية لا يحمل بين ثنياته اية مشاعر ولم تعرف الإنسانية طريقا له وأثبتت أوراق القضية اعترافات صديق رامي والذي قال فوجئت باستدعاء ضابط مركز تمي الامديد وحينما ذهبت خيرني بين أمرين إما أن أساعده في القضية وإما أن أكون متهما مع رامي إضافة إلى ممارسة كل أنواع التعذيب بدءا بالتعليق والصعق بالكهرباء وانتهاءا بالإذلال النفسي ولاننى إنسان بسيط ارتعبت مما قاله الضابط فأخذت السكين واعترفت له بما أراد واقسم بالله العظيم أن رامي لم يعطيني اى سكين وهو بريء تماما من هذه التهمة ولكن الضابط هو من أعطاها لي واختفى بعدها هذا الصبي أيضا خوفا من بطش الضابط وعلمنا فيما بعد انه ذهب للعمل والتخفي في إحدى المدن الساحلية !!!

ومن أوراق القضية وأدلة الضابط أن رامي قام بقتل الطفل احمد فكرى 3 سنوات بطعنتين أو ثلاث على ما اذكر ثم وضعه في جوال ونقلة في "توكتوك" وألقى به في ترعة ناحية قرية الربع التابعة لمركز تمي الامديد وتأكيدا لما ورد بالأوراق أراد الضابط حبكة الأمر كإحدى الأفلام البوليسية التي يبدو انه يدمنها ,أورد في أوراقة أن رامي حينما انحنى على الأرض ليحمل الطفل المقتول وقعت حافظة نقوده والتقطها ولكن وقعت منه صورته الشخصية وقام بتحريزها في المحضر مؤكدا أن عليها آثار دماء ولكن المفاجأة جاءت من تقرير الطب الشرعي الذي اثبت إن الدماء التي كتب عنها الضابط في تحقيقه ليست سوى لون احمر وليست بدماء !!!

اغفل الضابط أن وقت اختفاء الطفل القتيل كان رامي يؤدى امتحانات نهاية العام الدراسة في مدرسته هشام المسرى الثانوية الفنية المتقدمة نظام الخمس سنوات واغفل أيضا شهادة نجاح الطالب الذي لو كان قاتلا ما كتب حرفا في اى مادة من مواده الدراسية كما اغفل التحريات الحقيقية وشهادة الشهود حول قاتلي الطفل

الحقيقيين والذين يعرفهم الجميع ويعرف أسباب قتلهم للطفل حيث أكدوا أن هناك خلافا بين إحدى الفتيات ووالدة طفل من قرية كفر الأمير بن سلام التابعة لمركز تمي الامديد بعدما رأتها الأخيرة في وضع مخل بالآداب وأقسمت على إبلاغ أسرتها ولكن الفتاة ارتعبت من الأمر فاتفقت مع رفاقها في الأعمال المنافية للآداب على ضرورة اختطاف طفلها وتهديدها ولكن حدث الأمر بالطريقة الخطأ لان رفاقها لا يعلمون من هو الطفل ولكن الفتاة أشارت إلى منزل السيدة التي هددتها بفضحها فوجد رفاقها طفلا يلهو أمام المنزل فقاموا باختطافه على الفور وبعدها علموا بأنه الطفل الخطأ فحاولوا الاستفادة من الأمر بطريقة طلب فدية من اسرتة ولكنهم فشلوا لعدم معرفة الطفل لرقم هاتف اى احد من أسرته فكان قرارهم الخالي من الإنسانية وهو اغتصاب وقتل الطفل كما أكد بعض اهالى المنطقة..

والأمر الذي يتسم بكل معاني الدهشة والاستغراب والكفيل وحده بإخراج رامي من محبسه دون قيد أو شرط هو تقرير الطب الشرعي بعد أخذ مسحة من السائل المنوي الذي كان على الطفل القتيل وطالب حينها رامي ومحاموه تحليل DNA

وجاء تقرير الطب الشرعي لينهى حالة الجدل واللغط التي ثارت وضمتها العديد من الشائعات لتقول أن رامي ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالآثار المنوية الموجودة على الطفل القتيل وكان الجميع في انتظار البراءة ولكن جاء الحكم مخيب للآمال حيث نطق القاضي بالحكم على رامي إبراهيم محمود 17 سنة بالسجن لمدة 15 عام وحينما طالبة المحامين بالأخذ بالأدلة وخصوصا تقرير الطب الشرعي قال القاضي انه مطمئن إلى تحريات المباحث كما أن موضوع تقرير الطب الشرعي ليس بالدليل القوى لان رامي ربما قتل الطفل وهرب وجاء آخر واغتصبه !!!

فما كان من الأسرة والمحامين سوى الصبر واستئناف الحكم بمحكمة استئناف المنصورة وقضت بحكمها التاريخي بإلغاء الحكم الصادر وتأييد براءة الصبي رامي إبراهيم محمود فتعالت الهتافات بقضاء مصر العادل والنزيه وخرجت مظاهرة في حب هذا الصبي من زملائه وجيرانه واساتذتة والمحاميين حتى بلدته بتمى الامديد وتم تعليق اللافتات والزينات والأنوار لترحب برامي ولكن لم يحضر رامي حتى الآن لان زبانية الشرطة لهم رأى آخر فمتى يعود رامي الصبي البرئ!!!

وعلى الرغم من تلك المأساة التي تصلح إلا لان تكون احد أشهر الأفلام الدرامية ذات الحبكات الشكسبيرية لا يسعنا إلا أن نشكر كل من ساند هذا الرجل الصغير الكبير شكرا كل الشكر للزملاء والأصدقاء المحامين ونخص منهم الصديق الناشط الحقوقي محمد عبدا لعزيز عن مركز النديم إضافة إلى بقية المحامين الذين نتأسف لهم لعدم تذكر أسمائهم الآن وشكرا كل الشكر لزملاء وأصدقاء وجيران وأساتذة رامي لأنكم أبدعتم ملحمة في العدالة والحق تلخصت في شخص رامي ذلك المظلوم وندعوكم للوقوف معا ضد اى ظالم لأنكم أبناء الوطن والزبانية ليسوا منا .

                 تامر المهدى

0 التعليقات

choose your language

ضع ايميلك للحصول على كل جديد المدونة

ضع ايميلك هنا ليصلك كل جديد المدونة:

Delivered by FeedBurner

حكمة اليوم

الاعلى قراءة

حمل أهم البرامج لجهازك