القاهرة - «الدار»:
في أول صدام سياسي منذ تولي الرئيس الاميركي باراك أوباما مقاليد الأمور في البيت الأبيض في يناير من العام الماضي، أبلغت مصر الولايات المتحدة الأميركية رفضها من الآن وبشدة، أي تدخلات أميركية أيا كان نوعها، حتى ولو كانت إعلامية.
ونصحت القاهرة واشنطن بالحفاظ على مضمون الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال قمة الرئيس المصري حسني مبارك وأوباما في القاهرة في يونيو (حزيران) الماضي، عندما حضر الأخير لإلقاء خطاب في جامعة القاهرة. واتفق الرئيسان حينها على فتح صفحة جديدة وتجاوز مرحلة جورج بوش، التي كانت سببا في توتر وغليان العلاقات بين البلدين لسنوات عدة.
وذكرت القاهرة الولايات المتحدة في رسالة احتجاج دبلوماسي، تم تقديمها أمس الأول عبر سفارتها في واشنطن، أن القاهرة ترفض وبشدة الانتقادات التي وجهتها واشنطن اليومين الماضيين لمصر، بسبب تعاملها الأمني مع بعض النشطاء السياسيين والمتظاهرين من «حركة 6 أبريل» الأسبوع الماضي وسط شوارع القاهرة وبعض الأقاليم، حيث ترى القاهرة فيها تدخلا أميركيا في شؤونها الداخلية بشكل مستفز. ونصحت القاهرة في احتجاجها لإدارة الرئيس أوباما بعدم تكرار الأخطاء التي اتبعتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، في تعاملها مع مصر، وتدخلها في كل كبيرة وصغيرة، وممارسة ضغوط وتدخلات سياسية فجة، كانت وما زالت ترفضها القاهرة، وبالتالي لن تسمح بتكرارها من قبل إدارة أوباما، إذا رغبت الأخيرة في إقامة علاقات وتعاون استراتيجي بين البلدين والحفاظ على مصر حليفا استراتيجيا لواشنطن في الشرق الأوسط. الى ذلك، رفضت مصر امس طلبا أميركيا بعدم إثارة موضوع البرنامج النووي الإسرائيلي خلال اجتماع قمة الأمن النووي في الولايات المتحدة.
وقررت مصر المضي قدما في التعاون مع الجانب التركي خلال هذه القمة، وذلك بتقديم طلب مشترك لمناقشة الأمان النووي في منطقة الشرق الأوسط خلال مناقشات القمة التي تتعرض لمخاطر الأسلحة النووية في عدد من مناطق العالم، وبحضور قادة الدول النووية الكبرى.
وحسب نفس المصادر، فإن القاهرة وأنقرة اتفقتا على إثارة موضوع البرنامج النووي الإسرائيلي على خلفية الأضرار السياسية والامنية التي يسببها هذا البرنامج لكافة دول المنطقة، التي باتت بدورها تفكر في امتلاك برامج نووية مضادة.
وستطالب الدولتان في القمة بإخضاع البرنامج النووي الإسرائيلي لإشراف هيئة الطاقة النووية العالمية وتوقيع إسرائيل أيضا على معاهدة حظر الانتشار النووي أسوة بمصر وتركيا وسائر دول المنطقة
نقلا عن صحيفة الدار الكويتية
0 التعليقات