Related Posts with Thumbnails
البدايـــلة
البدايـــلة
كتب/ البدايله الأربعاء، 26 مايو 2010

بقلم: نصر القوصي

الفراعنه أن الدراسة التى نضعها أمامكم الآن , رصدنا فيها المراحل المختلفة التى مرت عليها مومياوات الفراعين من خلال العشرات من كتب الآثريين .

حيث تثير كلمة مومياء فى النفس الغموض , وعبور الواقع الى ما وراء الخيال , فالعامه من الناس ينظرون الى الكلمه على أنها جسد ميت , قديم تتلبسه الأرواح الشريره , وتجلب النحس والتشاؤم لكل من يلمسها , أو يقترب منها لذلك لم يكن الطريق أمام العلم سهلا مفروشا بالورود , حيث أتجهت الأنظار الى الناحيه التجاريه ,وفى أحيانا آخرى كانت المومياوات نوعا من اللوحات الفنيه , التى يقتنيها الآثرياء الأوربيون حبا فى الغموض المغلق بالسحر, غير أن القرن العشرين من التاريخ الميلادى أعتبر نقطة تحول فى علم دراسة الأجساد المحنطه , والذى عرف باسم ( الموميولوجى ) وأصبح فى النهايه علما له أسس ويؤدى الى نتائج قد تغير فى تاريخ البشريه كما تفيد فى حاضرها.

وقد تأكد أن ارتباط اللعنه بالمومياوات الفرعونيه , لم يكن بمحض المصادفه , أو أنه جاء من وحى الخيال بل هو سوء فهم للنصوص المصريه القديمه , ففى مقابر الدولتين القديمه والوسطى ( بين القرن الثامن والعشرين والقرن السابع عشر قبل الميلاد توجد نصوص شاعت بين علماء المصريات باسم

( نصوص اللعنه ) وهى كتابات موجودة على أوجه المقابر تهدد كل من يلمس المقبره , بسوء بأنه لن يفلت من عقاب الثعابين والتماسيح والأشياء المخيفه غير أن الهدف الرئيسى من هذه النصوص , هو حماية المقابر من المعتدين ويذكر أنه وجد داخل حجرة الدفن لمقبرة الكاهنه الطيبه (حنوت محيت) هذا النص

" يا من جئت لتسرق لن أسمح لك أن تسرق فأنا حامى المرحومه (حنوت محيت) " بجانب أن نصوص اللعنه عند قدماء المصريين لم تكن إلا لإضافة اللعنه , وذلك لإدراكهم أهمية الكلمة ,ومفعولها السحرى فى التخويف , وليس بهدف أن تتحول الى حقيقة والا تعرض كل العاملين فى مجال الآثار الى اللعنه.

وقد آتهم الروائيين والسينمائين بأنهم وراء ترسيخ هذه الفكره لدى العامه , فأول حادثه إرتبطت بفكرة اللعنه , تلك الحادثه التى وقعت عام 1699 عندما أشترى أحد تجار الآثار الآوربيين أثنين من المومياوات المصريه , وحملها معه فى باخرة الى أوربا فى عرض البحر المتوسط , هبت عاصفة شديدة فانقلبت الباخرة وغرق أغلب من فيها , فظن التاجر أن سبب هذه المحنه التى تعرضت لها الباخرة هى المومياتان المصريتان اللتان أستدعتا الأرواح الشريره لتقلب الباخرة , فقرر التاجر إلقائهم فى البحر الجميع أكد أن تلك القصة لم تكن إلا من وحى خيال الكاتب الفرنس ( لويس بنشييه) , وهى أقدم قصة خياليه تد ور حول المومياوات المصريه , ومن أشهر القصص غير الواقعيه هى محاولة تبرير غرق السفينه الشهيره تيتانيك عام 1912 بوجود مومياء مصريه ,, على سطحها وقت الغرق , وهى نفس المومياء الموجودة فى المتحف البريطانى تحت رقم 22542 بل إن الكنديين أكدوا صحة هذه الأسطورة , وأضافوا لها أن هذه المومياء أرسلت الى مونتريال بعد غرق السفينه تيتانك , وغرقت فى المياه الكنديه سانت لورانس مؤكدين أن المومياء المقصوده لم تكن جسدا ولا مومياء , بل هى غطاء خشبى ملون كان موجود على تابوت لكاهنه من الأقصر غير معروف أسمها وترجع للقرن الحادى عشر قبل الميلاد , ويبلغ إرتفاع الغطاء حوالى متر و62سنتيمتر موجود بالمتحف البريطانى تحت رقم 22542 , ولا يزال بعض البريطانين يخافون أن يلمسونه , أو حتى الإقتراب منه معتقدين أنه سيجلب لهم اللعنه والحظ السيىء .

وقد مرت المومياوات المصريه بالعديد من المراحل قبل الوصول الى علم دراسة الأجساد المحنطه , وفى القرن العاشر الميلادى كانت نظرة العالم للمومياوات المصريه نظره غريبه , فقد إعتبروها مصدرا جيدا للدواء وعلاج الناس .

وقيل أن المؤرخ العربى عبد اللطيف البغدادى ذكر أنه ظهر فى ذلك العصر طبيب عربى يدعى (المجر) , وكان يصف لمرضاه الذين أصابتهم أمراض جلديه , دواء يتكون من مسحوق بودرة عظام المومياوات المصريه , بل إن أحد أمراء أوربا وهو والد زوج الأمبراطوره الفرنسيه (كاثرين ) كانت تصيبه نوبات عصبيه وهستيريا , ولا يوقفه سوى إبتلاع مسحوق بودرة المومياوات المصريه , وسجل كاتب عربى آخر فى عام 1424 أن الناس كانوا يبحثون عن المومياوات فى المقابر , ويعلونها فى المياه تحت درجة حراره عاليه حتى تتساقط جلودها , ويجمعون الزيت الذى طفا على السطح المغلى ويبيعونه للفرنسيين مقابل خمسة وعشرين قطعه من الذهب , كما أنه فى العصر فطن أباطرة المخدرات فى أوربا الى أهمية هذه المومياوات فقاموا بشرائها لسحق عظامها , وخلطها بالهيروين أم فى القرنين السابع والثامن عشر الميلاديين , تغيرت النظرة العالميه للمومياوات , وتحولت من تدميريه غير حضاريه الى فنيه راقيه , حيث جمل أثرياء أوربا قصورهم بالمومياوات , بديلا عن اللوحات الفنيه , وكان أول رجل فكر فى ذلك هو الفرنسى ( دوكاسييه) الذى أشترى من القاهرة مومياء وتابوتين عام 1605 ميلاديه.

0 التعليقات

choose your language

ضع ايميلك للحصول على كل جديد المدونة

ضع ايميلك هنا ليصلك كل جديد المدونة:

Delivered by FeedBurner

حكمة اليوم

الاعلى قراءة

حمل أهم البرامج لجهازك