الصورة: دانا حزين/إيرين |
يأمل كراد (يمين) وأخوه حسين أن يحظيا بمستقبل أفضل في بلد ثالث |
"أتيت إلى سوريا عام 2005 بصحبة والديَّ وإخواني الثلاثة. كنا نتلقى تهديدات مستمرة بالقتل باعتبارنا شيعيين مقيمين في حي سني، مما أجبرنا على مغادرة العراق. كان والدي يعمل في قوات الأمن العراقية، وقد ذهب في زيارة للعراق عام 2007 ثم اختفى بعدها. عدنا إلى الديار بحثا عنه ولكننا فشلنا في معرفة حقيقة ما حصل له.
كنت في الصف السادس عندما غادرنا العراق عام 2005، ومنذ ذلك الحين لم أعد إلى المدرسة قط. اضطررت للقيام بعدة أعمال في سوريا. حيث عملت في البدء في أحد المصانع ثم بعدها في أحد المطاعم ثم في محل تجاري وفي الكثير من الأماكن الأخرى. ولست الوحيد الذي أعمل. إذ يشاركني في ذلك أيضا أخي علي البالغ من العمر 12 عاما.
بعد فترة من استقرارنا في سوريا والتحاقي وأخي بالعمل، بدأت أدخل في مناقشات ومواجهات مع أمي لرغبتها في إخراج أخينا الثالث حسين من المدرسة وإجباره على العمل أيضا. كنت أرفض ذلك رفضا مطلقا. فعمره لم يتجاوز العشرة أعوام بعد، وليس هناك من سيقبل بتشغيله علاوة على أنه أصغر من أن يستطيع القيام بأي عمل. كنت أريده أن يواصل دراسته.
غضبت والدتي وقررت هجرنا. اصطحبت أخانا الصغير محمد البالغ من العمر 6 سنوات وغادرت البيت في مارس 2009. واتصلت بنا هاتفيا بعد شهرين لتخبرنا أنها في اليونان وبعدها توقفنا عن سماع أخبارها.
الصورة: دانا حزين/إيرين |
يقول كراد أنه يريد أن يعمل بجد ليتمكن من إبقاء أخيه الصغير حسين في المدرسة |
نحصل على 8,500 ليرة سورية [184 دولار] شهريا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ونخصص هذا المبلغ لتغطية قيمة الإيجار وفاتورة الكهرباء والمياه.
أتمنى لو أستطيع العودة إلى المدرسة. ولكن كيف سنتمكن من البقاء إذا توقفت عن العمل؟ لم أفكر قط في ما أتمنى أن أكون في المستقبل. كل ما أفكر فيه هو كيفية الاعتناء بأخويَّ.
لقد عانينا كثيرا إثر تخلي أمنا عنا। فنحن شديدي الارتباط بأخينا الصغير محمد. كل ما نتمناه الآن هو أن نتمكن من إعادة الاستقرار في بلد ثالث. إذ يبدو ألا مستقبل لنا في سوريا أو في العراق".
نقلا عن شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".
0 التعليقات