الصورة: محمد كوشين/إيرين |
محمود ورسامي، 53 عاماً، من غالكايو بمنطقة مودوغ وسط الصومال، متعايش مع فيروس نقص المناعة البشري |
"علمت بأمر إصابتي في مايو 2007 عندما ذهبت إلى الطبيب وأحالني لعمل فحص للكشف عن فيروس نقص المناعة البشري، ثم أطلعني بعد ذلك أنني أحمل الفيروس. ظننت ساعتها أنها نهاية العالم بالنسبة لي. كما خضعت زوجتي أيضاً للفحص وثبتت إصابتها بالفيروس مما حطمها فبدت وكأن نور الحياة قد انطفأ داخلها.
اختفى من حولنا الأهل والأصدقاء بمجرد علمهم بوضعنا الصحي. لم نحصل على دعم أحد. وبالرغم من أننا كنا نتابع علاجنا بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية إلا أن ذلك لم يفد زوجتي لأنني أعتقد أنها توقفت عن المقاومة. اعتنيت بها لمدة ثمانية أشهر ولكنها توفيت في مارس 2009.
كانت المشكلة الكبرى التي واجهناه خلال هذه الفترة غياب التفهم والدعم من طرف أقرب الناس إلينا. ولم يعد أحد يقبل بتأجير بيته لنا. كما أن الأشخاص الذين عرفتهم لمدة طويلة بدؤوا يرفضون مصافحتي. أعتقد أن هذا ما أودى بحياة زوجتي: العزلة التي عانينا منها.
وبعدما دفنت زوجتي قررت الجهر بحالتي وإطلاع الناس على ماهية إصابتي وحقيقة تناولي للعلاج وشعوري بأنني أحسن. أقوم بهذا حتى لا يضطر أحد لتحمل ما تحملناه أنا وزوجتي. نحتاج لمحاربة وصمة العار والتمييز المرتبطين بهذا الفيروس. وقد تمكنت بالفعل من مساعدة بعض الرجال على الخضوع للعلاج والإفصاح عن حالتهم.
يعتقد بعض الناس أنه كوننا مسلمين يحمينا من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري ومرض الإيدز. ولكنني أقول لهم أن هذا المرض لا يميز على أساس الدين أو العرق أو الثقافة. يمكن لأي شخص وكل شخص أن يصاب بالفيروس. نحتاج في بلدنا هذا أن نعمل بجد لتبديد هذا الإحساس بالأمان المرتبط بفكرة عدم إصابة المسلمين بالفيروس وإعلام الناس بأننا جميعاً في الخندق ذاته.
أنا الآن أتناول أدويتي. ولا يمكن لمن لا يعرفني أن يشك بأني مصاب بفيروس نقص المناعة البشري. أنا أعمل وأحاول أن أربي طفليَّ اللذين فقدا أمهما. أعتقد أن الحياة مع فيروس نقص المناعة البشري جعلتني شخصاً أفضل".
0 التعليقات